مع تطوير الدبابة (T-64) وبداية تصنيعها عام 1968, ظهرت مشاكل عدة عقدت الإنتاج المتسلسل, بسبب حداثة المعدات والمشاكل التقنية أُثبت أنه من الصعب للمصانع المخططة لإنتاج ال(T-64) -هي “لينينغراد”, “أومسك”, “نيجني تاجيل” و”خاركوف”-, لكن أكبر مشكلة واجهت المصانع هو محرك الدبابة (5TDF) محرك ديزل مدمج وقوي في نفس الوقت مع تطلبه خبرة ودقة عاليتان, لكن المصنع الوحيد الذي أتقن إنتاج المحرك كان في” خاركوف”, بالإضافة لذلك كان المصنع ينتج الكمية المحددة في وقت السلام فقط, في وقت الحرب, بسبب إنتاج عدد أكبر من الدبابات سيسقط مستوى الإنتاج بحيث لا توجد محركات كافية لجميع الدبابات المصنعة, لذالك تطلب في زمن الحرب محرك بديل سهل التصنيع ليوضع في الدبابة, تم تكليف فريق تصميم “نيجني تاجيل” تحت قيادة ليونيد كارتسيف, والبداية كانت دبابة (T-64) تجريبية مع محرك ديزل (V-45) محرك مطور من محرك الدبابة المحاربة القديمة (T-34).
مهمة المكتب كانت كالأتي : مع الحدود المعطاة, تصميم دبابة أرخص وأسهل للتصنيع بالنسبة لل(T-64), كانت الدبابة تحمل التسمية (Object-172), مع بعض التعديلات من مكتب التصميم ظهرت نسخة جديدية تحت إسم (Object-172M) هذه النسخة بالتحديد دخلت خط الإنتاج تحت إسم (T-72 Ural) مع دخولها الخدمة عام 1973, لقد نجح المصصمون في المهمة, كانت الدبابة بشكل عام في مستوى ال (T-64A) من ناحية القدرة القتالية, لكن أرخص وأسهل للتصنيع من ناحية إقتصادية, الدبابة كانت بنفس تسليح السابق للدبابة (T-64) لكن بتغير في نظام التلقيم الآلي, ليصبح نظاما مختلفا, كما كان في الدبابة (T-72) كانت القذائف توضع واحدة بشكل عمودي وأخرى بشكل أفقي, مما أدى إلى فصل السائق عن البرج, لكي يدخل السائق البرج كان على البرج أن يدور الى زاوية معينة ثم يزال جزء من النظام, بعد ذلك فقط يصبح بإمكانه دخول البرج, لكن العملية أصبحت أكثر سهولة مع ال(T-72) بحيث اصبحت القذائف تخزن بشكل أفقي فقط, واحدة فوق الأخرى…
بجسم منخفض, خصائص, سرعة و مناورة جيدة وقدرة نارية عالية مع دروع صامدة, نجح المصممون في أخذ نظام قتالي فعال ودمجه في جسم بسيط ورخيص, هذه الخصائص جعلت ال (T-72) من أكثر الدبابات المصنعة في التاريخ, خدمت في 40 جيشا في أنحاء العالم, مع كم من التعديلات و المركبات القتالية تبنى على أساسها, ومع إشتراكها في معارك وحروب في جميع العقود, بقيت الدبابة تثبت معدنها الأصيل, من الممكن أنه بسبب بساطة والسهولة في إستخدام الدبابة, لكن ال () تمت صناعتها لتبقى, للأبد ؟ حتى مع ظهور وريث يستحق العرش, مازالت هي الظل الأكبر في التاريخ العسكري المدرع…